مرر لمتابعة القصة
…
..
.
” BBC بين يناير الصوت ويناير الخفوت”
” BBC بين يناير الصوت ويناير الخفوت”
بين يناير العام 1938 ويناير للعام 2023 كانت الحكاية “هنا لندن” الصوت الذي يخرج مع دقات ساعة بيغ بن الشهيرة وفي الوقت نفسه يضبط مزاج الناس وهم يستمعون وتضبط معه بريطانيا العظمى المشهد بما يحقق تطلعاتها واهدافها في عالم متشابك متقاطع متصارع (حروب كوارث طبيعية ثقافة وفنون مباريات كرة قدم) كل ذلك تجدونه في BBC العربية.
لكن هيئة الاذاعة البريطانية وفي يوليو الماضي تُخبر العالم بأن الصوت الذي ظلوا يستمعون إليه في صباحهم الباكر وعند منتصف النهار ومع الأمسيات سيتحول إلى تاريخ وذلك في اعقاب قرار المؤسسة الشهيرة ايقاف خدمات البث على موجة الراديو بعدد من اللغات من بينها خدمة البث العربية وهي الخدمة التي كان يُستمع إليها في معظم الدول العربية في البيوت وفي المقاهي..
على أي حال بدقات ساعة “بيغ بن” والعبارة الشهيرة لمذيعيها “هُنا لندن”، هذا الصوت الذي سمعه المستمعون العرب على مدار 84 عاماً سيتوقف ليصبح تاريخاً وذكرى؛ بعد إعلان الهيئة البريطانية وقف البث الإذاعي بلغات عدة بينها العربية.
في يناير من العام 1938..
انطلق الصوت “هنا لندن بي بي سي ” وبلسان عربي مبين وتعد BBC العربية أكبر وأقدم خدمة اعلامية تطلقها BBC بلغة غير الإنجليزية ، وقد واصلت تطورها منذ انطلاقها في عام 1938 حتى صارت في مقدمة المحطات الإعلامية في العالم.
في عام 1936، ساعدت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مكتب الاستعمار البريطاني في إنشاء “خدمة إذاعة فلسطين” في القدس، وهي إذاعة على الموجة المتوسطة كان الهدف منها بث وجهات النظر البريطانية إلى العالم العربي
ظهر أول بث في عام 1938 في نشرة إخبارية واحدة، ولاحقاِ بحلول عام 1940 ظهرت نشرة إخبارية ثانية بعد قراءة القرآن في الصباح.
عام 1942، تم بث نشرة إخبارية ثالثة في “منتصف النهار وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية كان بث اللغة العربية يمتد 3 ساعات، واستخدمت اللغة العربية الفصحى للبث. قبل ان تصبح الخدمة متواصلة وعلى مدار الساعة تقدم فيها شتى أنواع البرامج وحاولت من خلالها الإذاعة نقل الاصوات المختلفة والمتعارضة مما وهبها مصداقية لم تجدها الكثير من الاذاعات بل كانت تنقل الاخبار داخل الدولة ما جعل الناس يرددون العبارة “لندن قالت”
وطاردت الاتهامات BBC بخدمة أجندة بريطانيا والمشروع الليبرالي على حساب المشاريع الأخرى في منطقة الشرق الأوسط فيما وقفت الاذاعة على خط أنها خادمة للحقيقة في إطار المهنية.
وبثت الاذاعة الشهيرة خدماتها على الموجات القصيرة في كل الدول العربية فيما تعرضت القناة لعمليات إيقاف بثها من قبل بعض الحكومات ومنها الحكومة السودانية في العام 2010 قبل ان تعود موخراً للبث على الموجة القصيرة “91”
ومثلما شكل ظهور الاذاعة حدث استمر لأكثر من ثمانون عاماً شكل غيابها حدث أخر على درجة من المرارة في السودان الذي شكل عدداً من رموزه حضوراً باذخاً في المؤسسة وعلى رأسهم الأديب الطيب صالح.
وفي سيرة الحنين ساعة الوداع يتذكر السودانيون ترديد المذيع صديق أيوب عبارة “هنا امدرمان” بدلاً عن هنا لندن على اثير الـ BBC وهو ما اضطره للاستدراك (وطني لو شغلت بالخلد عنه .. لنازعتني إليه في الخلد نفسي). وهو ذات النزاع الذي سيعيشه كثيرون حين يفتحون الموجة ولا يجدون غير الشخشخة..
لمزيد من أنفوجرافيكس هلا اضغط على الرابط
https://hala96.com/category/infographics/
#أسمعنا_بقلبك | #هلا_انفوغرافيكس | #هلا٩٦ | #انفوغرافك | #Radio | #بي_بي_سي | #هنا_لندن | #BBC | #BBC_Arabic