بقلم: حسن بكري
مفترق طرق ومحك حقيقي يواجه لجان الأحياء والمقاومة، وأربعة أعوام مضت على ابن الشعب الحلال وهو يقاوم الاستقطاب السياسي الحاد والاختراق الأمني.
تجربة غيّرت تاريخ السودان السياسي والاجتماعي، و من باب البسالة تدخل الأحياء السودانية ببناتها والأولاد لتكون فاعلا سياسيا رئيسيا يقود الشوارع، و يشقون بثبات طريقهم نحو القصر و يقصدون النور.
أربعة أعوام فلا حناجرهم تعبت من الهتاف ولا أصابهم السُكات، ويقفون الآن في مفترق طُرق يواجهون فيه الاختراق والاستقطاب الذي يهدد استمرارية المقاومة والفعل المقاوم. والمولود الشرعي لشعبنا بينما يُتأتيء ويتلمّس الأشياء من حوله ليمشي ، تنهال عليه الضربات فيترنح، نكتب بحروف من صدق ونخشى عليه السقوط.
عقب تحرك اللجان الواسع منذ الخامس والعشرين من أكتوبر و الأنظار تعلّقت بالمقاومة التي تقود الحراك المناهض الانقلاب، وشيئاً فشيئاً تراجع البريق لتنغمس أقدامهم في وحل الاستقطاب السياسي الحاد فكانت المواثيق التي فرقتهم بينما انتظروا منها توحيدهم، ما جعل الحراك أقل فاعلية.
ثم تتجاذبهم الأطراف ما بين الجذرية والتسوية، وأطراف اللجان بيد الساسة تُمزَّق و تتشتت، يضاف لذلك العمل الأمني الممنهج ويستهدف أفراد اللجان بتُهم كيدية وإغراءات ووعيد.
أمور جعلت فاعلية اللجان تتراجع، وجعلتها تنظر وتشاهد أجساماً موازية لها تتحرك داخل الأحياء، فكانت الغنجات بديلاً للفعاليات المرسومة بالمسارات، وردود الأفعال بدائل للفعل المُنظم، وكان التوجه لأقسام الشرطة … إلى آخر المظاهر التي أطلت تملأ الفراغ الذي خلفه غياب فعالية المقاومة.
لحظات مهمة وتاريخية تحتاج فيها لجان المقاومة للتنظيم والعودة للقواعد، وللوائح تضبط عملها وتضمن استقلاليتها و ديمقراطيتها، وأنه أوان تقييم تجربتها الآن وقبل فوات الأوان، وقبل أن تحاكِم هي أداء الآخرين عليها أن تُراجع أداءها.
اختلال واضح في ميدان اللجان الذي بدأ يستعيد عافيته الآن بالتفاعل مع الجماهير والخروج بين الناس. وخلل أوضح في إعلام يقف عاجزاً أمام أبواق العتمة وتنفخ نارها في الأسافير، و كذلك خلل في التنظيم.
وإنه أوان المراجعة، فالتاريخ مليء بنماذج مشابهة إنتهى بها الحال للزوال، و دونكم تجمع المهنيين القنديل الذي إنطفأ!
والرسالة أن لا أحد مُحصّن ضد السقوط!
هكذا قالت التجارب، و ويح الذي لا يتعلم من تجارب الغير ويعتبر.
جذوة الثورة تظل مُتقدة والثورات لا تموت، لكنها بالمُقابل تتراجع، والمسؤولية تُحتم الآن التعامل الواعي حيث عافية هذا البلد في عافية لجان الأحياء والمقاومة.
لمزيد من المقالات إضغط علي الرابط
https://hala96.com/category/news/
#أسمعنا_بقلبك | #هلا٩٦ |#بصوتك_قادر | #السودان | #Sudan |#أسمعنا_وسمعنا_صوتك | #Hala96Fm